الأحد، 14 نوفمبر 2010

لا أعرف ماذا أكتب!!

كتب/ أحمد عادل

مر ما يزيد عن الشهرين وأنا لم أكتب شيئا علي صفحات مدونتي الخاصة، حقيقة لا أعرف لماذا، هل تلك المدة مرت بدون "تدون" بسبب التقلبات النفسية العديدة؟، أم لأنني لا أجد شيئا ذو قيمة لكي أكتب عنه؟، أم أن هناك الكثير من الأحداث والمواقف التي ينبغي أن أكتب عنها فحدث تداخل أدي إلي تجاهل الكل، يجوز أن عقلي قد أصابه الصدأ ولكن كيف يزحف إليه الصدأ في مثل سني!!؟.


هل أكتب عن سائقي الميكروباص الذين يعذبون الناس ليل نهار و"يمرمطون" فيهم ويدسون أيديهم في جيوبنا ويستولون علي الأجرة مضاعفة عندما يقومون بتجزئة خط سيرهم علي ثلاث أو أربع مراحل في ظل غياب الرقابة عليهم!؟.


أو ربما أكتب عن نفس سائقي "الميكروباصات" المشغلين للكاسيت علي أقصي درجة صوتية داخل حدود "نعشهم الطائر" ويا ليتهم يستمعون إلي أغاني ذات قيمة، فالقاسم المشترك لكل الأغاني "الميكروباصتيه" هي الندب والعويل وسيرة حياة المرأة التي أغوت الشاب وسلبته شبابه أو المسطول الذي داس علي القطار بقدميه بعد جلسه حشيش "معتبره" وإذا تجرأ أحد الركاب وطالبهم بخفض الصوت قليلا "يا ويله وسواد ليله".


ماذا لو كتبت مثلا عن "التباعين" الذين يأخذون عجلة القيادة علي سبيل الهبة من سائقيهم في نهاية الخط عندما يهبط السائق لشرب كوبا من الشاي أو مجالسة أصدقائه علي القهوة وما بين تولي التباع القيادة وبين نهاية الخط دقائق معدودة ولكنه يحاول أن يثبت للركاب أنه أمهر من السائق فـ"ينشف" دمائهم، لأن كل معلوماته عن "السواقه" هي "كاسيت عالي وفرامل غشيمة وغرز متهورة بين السيارات وكلاكس كل ثلاث ثواني".


لا أعرف حقيقةً سبب سيطرة السائقين و"أتباعهم" علي تفكيري اليوم، ما رأيكم لو كتبت عن سيطرة الشعور اللاواعي وانعكاساته علي تعاملات الأفراد مع بعضهم البعض في إطار من التناغم السلس؟، ماذا أقول بالضبط؟ أنا فعليا لا أفهم ذلك وأنا لا حب أن أكتب ما لا أفهم، لذلك أعذروني لن أكتب فيه.


ماذا عن علاقة الناس ببعض وعدم وجود روح طيبة بينهم وقلة بل انعدام المحبة بينهم، حتي أصبحوا لا يطيقون أي كلمة، كان يحدث قديما أنه إذا توفي شخص في أخر الشارع وكان هناك فرحا في أوله ألغي الفرح تضامنا مع أهل المتوفي، أما الآن فنري مآتم في الدور الأول وفي الدور الثاني فرح و"زأططة" حالة من التناقض العجيب قرآن بجانب أغاني ولا حياة لمن تنادي.


أرغب بشدة في الكتابة عن "التخلف" المصري اليومي في ركوب مترو الأنفاق، فنري علي رصيف المحطة خطوط تبين أماكن الصعود والهبوط وبالمثل علي أبواب المترو من الداخل والخارج ولكن المصري أعتاد علي اللامبالاة وعدم الاكتراث، أتعجب بشدة عندما أري "الصاعدين والهابطين" مكدسين ويتدافعون أمام جميع الأبواب، بالرغم من أنهم لو اتبعوا التعليمات والإرشادات سوف يريحون أنفسهم ولكن لماذا أكتب عن ذلك وأنا أعرف يقينا أن أحدا لن يهتم أو يلتفت.

الانتخابات البرلمانية علي الأبواب ويصاحبها الكثير من الأحداث والقصص المثيرة، مما يمثل مادة خصبة للكتابة، ولكن لماذا أكتب عنها وهناك أصوات قد جزمت بأنها سوف تكون مزورة حتي قبل بدايتها.


الشوارع مزدحمة والطرق مغلقة وليس هناك أسبابا واضحة لذلك وإذا أسعدك الحظ ووصلت لنهاية منطقة "الزحمة" لن تجد سوي حادثة أو سيارة معطلة ولكن ذلك ليس هو سبب الزحمة فالسبب أسذج من ذلك بكثير، السيارات التي تمر بجوار السيارة المتسببة في الحادثة تهدئ من سرعتها لدرجة الاقتراب من الوقوف للمشاهدة والفرجة علي مصائب الناس، هل تعتقدون أن ذلك يستدعي الكتابة!!؟.


أم أكتب عن الانتخابات الرئاسية القادمة، أم الحركات السياسية المعارضة وماذا عن قصة عاشقين متيمين؟، غدا وقفة عرفات هل أكتب عن هذا الحدث الجلل؟، ماذا عن الفساد المستشرين في قطاعات عديدة وماذا عن فضائح المنظومة الكروية في مصر!؟، ما رأيكم في الكتابة عن زيادة جرائم القتل، أو إغلاق القنوات الفضائية الدينية أو ربما أكتب عن الفيس بوك أو.....أقول لكم سوف أكتب عن لا شئ، سأحبس خواطري ومشاعري داخلي ولن أزعجكم بها، ذلك أفضل بكثير من "الدوشة".


الأربعاء، 1 سبتمبر 2010

عندما يتحول الزواج من (علاقة إنسانية) إلي (صفقة تجارية)!

الزواج من أسمي العلاقات الإنسانية التي شرعها الله سبحانه وتعالي وكرمها رسوله الكريم، حيث قال "إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير" صدق رسول الله صلي الله عليه وسلم، لكن ما يحدث تلك الأيام حول الزواج من علاقة إنسانية إلي صفقة تجارية.


أصبحت عقيدة راسخة عند قطاع عريض من الآباء، أنه عندما يأتي إليهم من يطلب يد ابنتهم للزواج، يجب أن يمارسون عليه كافة أشكال الضغط والاستنزاف وإرهاقه بطلبات بما لا يطيق ولا يحتمل مستغلين في ذلك الارتباط الشديد بين ابنتهم وهذا الشخص -المأسوف علي شبابه-.


وتتنوع أساليب الضغط والاستنزاف التي تمارس علي العريس، فنري أن وجود الشقة من عدمه هي أول مشكلة تلوح في الأفق بين والد العروس والشخص المتقدم لابنته وعلي الرغم من أن وجود الشقة من أساسيات الزواج إلا أن الحالة الاقتصادية التي تعيشها البلد الآن، تحتم أن يكون هناك بعض التنازلات من قِبل والد العروس، لأن 90 % من المتقدمين للزواج لا يملكون نفقات شراء شقة في مقتبل حياتهم، فما الذي سيحدث إذا بدأوا حياتهم في شقة إيجار وهناك بعض الآباء ممن يتفهم ذلك والبعض الأخر الذي يضع "العقدة في المنشار"، رافعين شعار "لا زواج بدون شقة".


وتعتبر المغالاة في تقدير قيمة الشبكة، من أهم إشكاليات الزواج، بالرغم من أن الشبكة هي في الأساس هدية من العريس إلي عروسه ولا علاقة لها بدين أو بشرع ولم ينزل الله بها من سلطان ولكنها عرف لا سامح الله من فرضه علينا ومع التطور الطبيعي لكل شيء وارتفاع الأسعار قفزت قيمة الشبكة من مئات قليلة من الجنيهات إلي ألوف مألفة منها وكم زيجة فشلت بعد تدخل الأهل والأقارب "أصل بنت عمها جالها كذا وكذا وكذا وبنت خالتها جالها طقم يجنن وهي مش أقل منهم" والكثير من الأسباب التافهة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.


أما الطامة الكبري فتتمثل في قيمة "مؤخر الصداق" الذي يعتبره الكثير من الآباء، الضمان الوحيد في استمرار زواج ابنتهم، فكلما زادت قيمته اطمئن أكثر أنه بذلك ربط زوج ابنته أكثر حتى لا يلعب الشيطان برأسه ويفكر في تطليقها أو إذا طلقها وجدت المال الذي يؤمن لها مستقبلها، فإذا فرضنا أن اثنين تزوجا بعد قصة حب عنيفة ولكنهما بعد الزواج اكتشفا صعوبة العيش سويا وركبت العروس رأسها حتى تحصل علي مؤخرها كاملا، كنوع من لي زراع الزوج، ما العمل آنذاك؟ هل يطلقها الزوج وهو غير قادر علي دفع المؤخر أم يعيش معها رغما عن أنفه ويتحمل كل مضايقاتها؟ أم يلجأ للحل السحري بإتباعه نظرية (التزهيق والتطفيش)، حتى يجعلها تقول "حقي برقبتي" وتطلب بنفسها الطلاق أو الخلع وتتنازل عن كل ما لها لديه!!؟.


وتأتي بعد ذلك (قائمة المنقولات) التي عن طريقها يتم حبس العريس إذا ما حاول أن يغضب عروسه ومن المعروف أن تلك القائمة يُكتب بها كل ما تم شرائه من أجهزة وأدوات وأثاث، بأسعارها التي جاءت بها ولكن بعض الآباء الأفاضل يلجئون في كتابة تلك القائمة إلي المبالغة والتهويل في المبالغ المدفوعة، فإذا كان الثمن الفعلي لمحتويات القائمة 50 ألف جنيه مثلا، تحول بقدرة قادر إلي 80 أو 90 ألف وذلك لإحكام الحبل حول عنق العريس أكثر وأكثر.


حكي لي أحد أقربائي عن صديق له كان مُقبلا علي الزواج وقبل زفافه بأيام قليلة نبهته والدته أنه لم يتفق مع والد عروسه علي المؤخر ولا علي قائمة المنقولات، فذهب إليه علي الفور للاتفاق حتى لا تحدث أي مشاكل ولكن رد والد عروسه كان بمثابة المفاجأة، حيث قال له يا بني لقد وثقت فيك وأعطيتك ابنتي فكيف لا أثق في أنك سوف تحفظ حقوقها، أنا لا أريد منك تلك الأشياء ولكنه قال له لا هذا حقها ويجب أن نتفق عليه، فرد عليه والد العروس قائلا اكتب الأشياء التي جاءت بأسعارها الحقيقية وأعطي القائمة لزوجتك!! والمؤخر اتفق عليه معها!!!.


هذا الموقف النبيل دفعه إلي كتابة قائمة المنقولات بزيادة 10 آلاف جنيه عن ثمنها الفعلي وكانت له أخت تزوجت منذ فترة قليلة فكتبت مؤخر زوجته بزيادة 5 آلاف جنيه عن أخته وعندما جاء لإعطاء القائمة لزوجته قالت له "أنا كلي معك فكيف لا أثق فيك أن تحتفظ بتلك القائمة معك، دعها معك" وكان بالفعل هذا ما تم ويقسم هذا الشخص أن ذلك ما حدث معه بالفعل، مما جعله يخاف من مجرد أن يقول لها كلمة تغضبها، ليس خوفا منها أو من والدها ولكن لأن ما حدث معه يستوجب ذلك، يستوجب أن يحفظ جميلهما العمر كله.


يا سادة، لم ولن يكن الزواج أبدا صفقة تجارية أو (بيعه وشاروه)، الزواج علاقة إنسانية صرفه بين اثنين، إما أن يعيشا معا بالمعروف أو يتفرقا بإحسان واستمرار الزواج لن يتوقف أبدا علي تلك الارتباطات المالية العقيمة ولكنه يتوقف علي الاحترام المتبادل بين الاثنين والمودة التي بينهم ومهما كانت الارتباطات المالية لم ولن تقف في وجه إفشال أي زواج، إذا أراد الله ذلك ويقول الله سبحانه وتعالي "الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان" أية 299 سورة البقرة.

السبت، 21 أغسطس 2010

النهاردة أجازة!

أحمد عادل


قصة قصيرة

استيقظ من نومه ونظر في ساعة الحائط بتكاسل فوجدها تخطت السابعة والنصف بدقائق قليلة فالتفت مرة أخري ليكمل نومه ولكنه سرعان ما عاد لينظر في الساعة مرة أخري وينهض من علي سريره مفزوعا، لأنه معتاد أن يستيقظ في السابعة، لكي يأخذ حمامه ويجهز ملابسه ويكون متواجد افي مقر عمله في تمام التاسعة صباحا.


ونظرا لأن المسافة بين منزله وعمله ليست بكبيرة ولكن الشوارع تكون دائما مزدحمة، فإنه اعتاد أن يستيقظ مبكرا جدا لكي يستطيع أن يذهب إلي عمله بدون تأخير، منعا للجزاءات والخصومات و.....والإحراج، فبدلا من أن يأخذ الطريق 30 دقيقة، فإنه في بعض الأحيان يتجاوز الساعة والنصف.


نزل من علي سريره متثاقلا، جسده يأبي أن يطاوعه ويطالبه بالمزيد من النوم والراحة وعقله يلح عليه وبشدة الإسراع لكي لا يتأخر، دخل وأخذ حمامه علي عجلة من أمره، فلا وقت الآن للاستمتاع بتلك اللحظات المنعشة أسفل الـ(دش) ولا أن يأخذ الراحة الكاملة في عمل الـ(احم احم).


خرج مسرعا من الحمام وكادت قدمه أن تنزلق علي الأرضية المبتلة ولكنه تشبث بإطار الباب، ارتدي ملابسه وصلي، ثم فتح الثلاجة، يبحث فيها من ما يؤكل فلم يجد ما يستحق أن يؤخر نفسه أكثر لأجله، فأغلقها وارتدي حذائه ولملم أشيائه وتوقف لحظات ليري ما إذا كان قد نسي شيئا، ثم نزل يتجاوز درجات السلم قفزا.


عندما وصل إلي الشارع، انتابته حالة من الاستغراب، حيث لم يجد الكم الهائل من البشر الباحثين عن ما يركبونه، سعيا للوصول إلي مقار عملهم ولكنه توقع أن يكون قد نزل مبكرا قليلا.


وعلي غير العادة وجد الـ(ميكروباص) خاليا إلا من راكبين اثنين فقط، علي الرغم من أنه في العادة يتزاحم الركاب ويتعاركون من أجل الفوز بمقعد داخله.
جلس داخل الـ(ميكروباص) ينظر في ساعته، لقد قاربت من الثامنة والنصف وهو لم يتحرك من (الموقف) لأن السيارة كما قال السائق "لم تمتلئ وإحنا لسه علي باب الله يا بيه، سبونا بقي نشوف شغلنا".


وعندما يأس السائق من امتلاء السيارة عن آخرها، اضطر -علي مضض وهو يسب ويلعن- أن يغلق باب السيارة ويسير بها نصف ممتلئة، فتهللت أسارير الراكب المتأخر عن عمله وطمئن نفسه قائلا: ما فيش مشاكل هوصل متأخر نصف ساعة أو ساعة إلا ربع، بس المهم الطريق يكون (سالك).


أخرج هاتفه المحمول يعبث به، إهدارا للوقت ولكنه فجأة انتبه لشيء غريب، السائق لم يتوقف سوي مرتين لكي يركب (زبونين) والشوارع –لأول مرة منذ فترة كبيرة- يري معالمها التي كاد أن ينساها من كثرة السيارات التي تمشي عليها كل يوم وتداري ملامحها، فلا يوجد سوي عدد محدود من السيارات في الشوارع، ماذا يحدث!؟ سؤال دار بخلده وألح عليه بشدة ليجد له جواب.


ظلت السيارة تنهب الأرض والسائق يقود بأقصى سرعة لكي يلحق هذا الـ(أوكازيون)، الذي نادرا ما يحدث، فقال أحد الركاب للسائق: علي مهلك شوية يا أسطي الله يكرمك، فنظر له السائق شذرا في المرآة الداخلية وقال: خليك في حالك يا بيه الله لا يسيئك، أنا عارف أنا بعمل ايه، ولم تفلح المناوشات المستمرة بين الركاب والسائق والتي تتنوع بين (وطي الكاسيت شويه يا أسطي، بلاش سجاير صدرنا تعبنا) في صرف انتباهه عن الحدث الهام والنادر!.


وتوقع أن الشارع كان مغلقا لمرور موكب شخصية (ثقيلة) أو ما شابه ومرت السيارة التي يستقلها بعد الموكب مباشرة، لكن ما زاد قلقه هو أن جميع الشوارع كانت علي هذه الحالة وهو الأمر الذي شغل عقله إلي أن نزل من الـ(نعش الطائر)، عفوا الـ(ميكروباص).


عبر الشارع مشتت الذهن وكادت أن تطيح به إحدي السيارات المسرعة، المحدودة في ذلك اليوم الغريب والمستغلة خلو الشوارع، كما لو أن قائدها غير مصدق أن سيارته كانت ستصل لتلك السرعة في يوم من الأيام.


وصل إلي مقر عمله في التاسعة إلا خمس دقائق واستقل المصعد إلي الدور المتواجد به المكتب وظن أنه لن يجد زملائه -كالعادة- ولكن ما زاد استغرابه هو وجود جميع الزملاء، فتوقف علي باب المكتب مستغربا، فقال له أحد زملائه: إيه يا عم مالك؟ ولم يسمعه لأن ذهنه كان مشغولا بشيء أهم، فناده زميله: يا ابني فيه إيه؟ واقف ليه كدة؟، فنظر له وقال: حاجة غريبة ياأخي الشوارع فاضيه، زي ما يكون الناس (طفشوا) من البلد.


ظهرت البلاهة علي وجه زميله وهو يقول: أنت مش عايش ولا إيه يا ابني، (النهاردة أجازة)، نظر له وتساءل: أجازة؟، أمال إحنا جايين ليه؟، فأتاه الجواب من احدي زميلاته: النهاردة 23 يوليو..عيد الثورة..كل سنة وأنت طيب وإحنا طبعا ما لناش دعوة بالأجازات دي، إحنا بناخد أجازاتنا الأسبوعية بالعافية، نظر لهم، ثم أنفجر الجميع فجأة في نوبة من الضحك الهستيري وبعد أن هدءوا قال أحدهم يا رب، يكون كل يوم أجازة علشان الشوارع تبقي فاضية كدة.



السبت، 17 يوليو 2010

خطوة جديدة علي طريق النضج الصحفي

كتب/أحمد عادل


يهتم الصحفي دائما بوضع اسمه علي الأخبار والتحقيقات التي يقوم بعملها وخاصة عندما يكون ذلك الصحفي في بداية طريقه المهني، حيث أن ذلك يعد أرشيفا له، إذا أراد الالتحاق بالعمل في أي مؤسسة أخري وعندما يكتب تحقيقا أو تقريرا وينشر في مؤسسته وتأتي مؤسسة آخري لتنشره وبالأخص إذا كانت تلك المؤسسة الأخرى، مؤسسة عالمية ذائعة الصيت في مجال الإعلام، يعلم أنه بذلك يسير في الطريق الصحيح.


موقف كهذا، يُكسب الصحفي ثقة كبيرة في نفسه، لأن ذلك يعتبر شرفا جديدا ينسب له، لما يمثله ذلك من اعترافا بقدرته علي رصد الحدث وتقديرا له ولأسلوبه، خاصة عندما يتعدي ذلك الاعتراف فضاء مؤسسته، إلي داخل فضاء مؤسسة صحفية أخري (كبري).


ولكن المؤسف في تلك الحالة، عندما تتجاهل المؤسسة الأخرى التي نشرت ذلك التقرير، ذكر المصدر الأصلي له، مما يمثل إهدارا للحق الأدبي للصحفي صاحب التقرير وأيضا يعد ذلك انتهاكا صارخا لكل المعايير والمواثيق الدولية، التي تنظم عمل الصحافة علي مستوي العالم.


وذلك ما حدث معي حرفيا، حيث أنني كتبت الأسبوع الماضي عن مجموعة علي الفيس بوك، تطالب بحذف 10 أغاني من التراث العربي، لافتقادها من وجهة نظر مؤسسي المجموعة (رابط التقرير الأصلي)، مبررات وجودها وإذا بالمؤسسة الإعلامية الكبرى (FRANCE 24) تقوم بنشر نفس التقرير علي موقعها الإلكتروني، مع تغيير عنوانه ومقدمته وحذف اسمي وإضافة اسم، صحفي لديها، علي إنه هو من قام بكتابة التقرير، متجاهلة تماما ذكر المصدر الرئيسي له (رابط التقرير المسروق).


وبهذا الإجراء الخارج عن آداب المهنة بصورة فجة، أهدرت المجهود الذي بذلته في ذلك التقرير ونسبته إلي الصحفي "اللص"، الذي قام بالسطو علي ما ليس له وأعرف أن الأمر في مجملة، هو خطأ وارد في عالم الصحافة ولكنه خطأ يجب تصحيحه، لأن ذلك يهدر حقوق الآخرين والمسئولية هنا تقع علي عاتق الصحفي الكسول الذي نسب لنفسه شيء لا يملكه ومؤسسته مشتركه معه إذا صمتت علي ذلك، لأنني قمت بالفعل بمراسلتها ولم يصلني منها رد إلي الآن.


وبقدر ما ألمتني تلك الواقعة، لما تمثله من انتهاك صارخ لحقي الأدبي، بقدر النشوة التي أشعر بها، لأنها أعطتني دفعة كبيرة جدا وبخاصة بعد علم مسئولي موقع الشروق نيوز الإخباري –الذي أعمل به- بتلك الواقعة وإشادتهم بي وبعملي -الذي أزعم أنه يتطور يوما بعد يوم- وتعطي واقعة كهذه، ثقة مضاعفة لصحفي ناشئ مثلي، مازال يحبو علي بلاط صاحبة الجلالة.

الأربعاء، 16 يونيو 2010

قضية خالد سعيد...وأشياء أخري!!

أحمد عادل

هالني وبشدة واقعة وفاة الشاب خالد سعيد ولا أخفيكم القول أنني منذ اليوم الأول لمعرفتي لنلك الواقعة وأنا متعاطف بل ومتضامن مع هذا الشاب، لدرجة احتدام النقاش بيني وأحد أقربائي بخصوص هذا الشأن، حيث كان يقول لي أنه غير مقنع أن ما حدث مع هذا الشاب، هو واقعة تعذيب وأنا أقول له وبشدة، لا بل هي واقعة تعذيب بشعة، نزع من قلوب مرتكبيها الرحمة وهم يضربون الشاب بمنتهي القسوة والعنف إلي أن فاضت روحة لبارئها.


ولكن مع مرور الوقت وجلاء العقل من غشاوته الوقتية والتي كان سببها منظر الشاب القتيل والدماء تسيل من رأسه وهو لا حول له ولا قوة وأيضا ظهور الكثير من الوقائع والأحداث التي اضطرتني إلي إعادة التفكير في الأمر بذهن صافي، خالي من الانفعالات وجدت أن الموضوع به الكثير من اللبس والأمور المبهمة التي تحاول قوي بعينها استغلالها لأغراضها الشخصية.


لماذا لا تظهر تلك الصورة كامل التفاصيل!!؟


وكان أول شيء جعلني أشك أن ما حدث ليس واقعة تعذيب كما صورها البعض، صورة الشاب التي تم التقاطها داخل المشرحة وأقصد هنا الصورة التي يظهر فيها الجزء العلوي من جسد هذا الشاب نصف عاري والسؤال هنا ماذا قصد ملتقط هذه الصورة من ورائها ولماذا لم يكن جذع الشاب بأكمله عاريا، اللهم إلا إذا كان البعض يحاول إخفاء شيئا ما وعلي سبيل المثال لا الحصر أعتقد أن السبب في ذلك هو وجود جرح قطعي من بداية البطن إلي بداية الرقبة "لزوم عملية التشريح" والتي حاول البعض إخفائها لكي يتم تصوير الواقعة علي أنها عملية تعذيب.


قد يهاجمني البعض في رأيي هذا ويقولون أنني منحاز لطرف علي حساب الأخر وضد البلد وأنا السبب في الهجوم الإسرائيلي الغاشم علي أسطول الحرية والكثير من التوصيفات التي يطلقها البعض علي من يخالفونهم في الرأي ولكن هذا شأنهم وقد يقولوا أن الصورة تم تصويرها هكذا لكي لا ننتهك حرمة الموت وأقول لهم وهل هناك انتهاك لحرمة الموت أبلغ من وجه الشاب نفسه وبه خياطة بعد عملية التشريح وجعلوها هم خياطة بسبب ما ألم بالشاب من إصابات.


ماذا يعني خروجة من التجنيد بدرجة سلوكية "رديئة"!؟


الشيء الثاني الذي أعاد تقيمي للأمور هو شهادة تأدية الخدمة العسكرية الخاصة بالشاب والتي نشرت علي الكثير من المواقع ويظهر بها أن هذا الشاب تم رفته من الخدمة العسكرية لسوء سلوكه وكانت درجة سلوكه في الشهادة "رديئة"، مما يوحي بأنه لم يكن منضبط أخلاقيا أثناء تأدية واجبه الوطني وأكد بعض الزملاء الصحفيين أنه بالبحث داخل سجلات وزارة الدفاع وجد أنه ضبط متلبسا بتدخين "الحشيش" داخل وحدته وتمت محاكمته ثم هرب من الجيش وتم محاكمته وحبسه وأخيرا رفته لسوء سلوكه.


جهات مشبوهة


وإذا نظرنا لتلك الواقعة من البداية نجد أن من قام بتفجيرها هو واحد من الأشخاص التي يوجد عليها الكثير من علامات الاستفهام في الفترة الأخيرة، هو أ.أيمن نور مرشح الرئاسة الماضية ورئيس حزب الغد الأسبق قبل أن يتم توجيه تهمة تزوير توكيلات الحزب له ومحاكمته وسجنه إلي أن تم الإفراج عنه نظرا لظروفه الصحية، كما أنه هناك إشكالية كبيرة في علاقته بمؤسسات دولية وتلقي طرف الخيط بعد منه، حركة شبابية تسمي 6 إبريل، لا هدف لها إلا إثارة البلبلة والفوضى في البلد ولا نعرف من يقف ورائهم ولا من يمولهم ويرعاهم.


إلي هذا الحد أصبح الرأي العام ينقاد وراء حركات سياسية مجهولة الهوية والهوى، يدعي أصحابها أنهم هم الذين سوف يعبرون بالبلد إلي بر الأمان وأن خلاص البلد علي أيديهم كحركة 6 إبريل وكفاية وجمعية التغيير وغيرها من الحركات التي تأخذ من الوطنية شعارا لها وتلعب علي وتر الحس الوطني لدي هذا الشعب الغلبان.


هل كل من في البلد أصبحوا فاسدين؟


وتحدثت مع بعض الأشخاص وكانت أرائهم أن تلك الواقعة، ما هي إلا حلقة في سلسلة طويلة ومستمرة من عمليات التعذيب علي أيدي الشرطة ويرون أن الشرطة مفترية وتفعل كذا وكذا وسألتهم "إذا افترضنا أن الشرطة هكذا –وبالطبع هذا مغاير للحقيقة لأن ما يحدث حالات فردية لا نستطيع تعميمها علي كل رجال الشرطة الذين يوجد الكثيرين منهم شرفاء وطاهري اليد ويسهرون علي أمن وأمان هذا الوطن ويقتلون علي أيدي عناصر متطرفة خارجة علي القانون- فما بالكم بالنيابة؟" وكان ردهم "يا عم دول هيطبخوها كلهم مع بعض" وسألت مرة أخري "طب والقضاء والجيش"، فأضافوا "ما فيش حد عدل في البلد دي"!!.


وأصبح كل من في البلد -ما دام ينتمي للدولة- "فاسد ومرتشي ومزور وابن (تيت)"، "لا الشرطة عاجباهم" "والنيابة والقضاء أصبحوا محل شك عند هؤلاء" "والجيش الدرع الحامي لهذا الوطن دخل في اللعبة هو الأخر" وأصبح من وجهة نظرهم أن الفرسان المخلصين هم هؤلاء الأشخاص "الحنجوريين" الذين ينتمون إلي جهات أقل ما يقال عليها أنها "مشبوهة" وغير واضحة المعالم والتوجه.


أفيقوا قبل فوات الأوان


يا سادة هذا البلد مستهدف من جهات عدة وهؤلاء الأشخاص المنتمين لتلك الحركات غير الشرعية هم من يساعدون تلك الجهات علي ذلك تحت ستار حب الوطن، مصر بها الكثير من الفساد ولكن بها أيضا الكثير من الرجال الشرفاء، فإذا شككنا في كل هؤلاء لأنهم ينتمون للحكومة والنظام، فمن الذي سوف يظل شريفا في هذه البلد.


هل هم بتوع "التغيير وكفاية وإبريل" أشك في ذلك، اتقوا الله في هذا البلد و"ارحمونا شوية لا رحمكم الله" وأفيقوا من غفوتكم قبل فوات الأوان، أم أنكم تريدون مصير مظلم لهذا البلد بأفعالكم تلك ولا أستبعد أن تلك الحركات مدفوعة من جهات عدة لزعزعة أمن واستقرار هذا الوطن وإن لم يكن بعلمهم فإنه من جهلهم بما يفعلون وبمن يحركونهم وهذا لا يمنع وجود أشخاص وطنيين بالفعل في تلك الحركات ولكنهم أخطئوا الطريق ووقعوا في فخ تلك الجهات.

لكِ الله يا مصر، لكِ الله


الجمعة، 4 يونيو 2010

البجاحة الإسرائيلية مِن قتل "راشيل كوري" إلي الاعتداء علي "أسطول الحرية"..وماذا بعد؟!

أحمد عادل


تتبع إسرائيل منذ نشأتها سياسة استبدادية ومتوحشة في التعامل مع كل من يخالف توجهاتها، فإذا أعلن أي مواطن فلسطيني عن رأيه وطالبها بإعطاء كل ذي حق حقه، كان مصيره إما القتل والتنكيل به بمنتهي الوحشية أو إلقائه في ظلمات المعتقلات الإسرائيلية الغير آدمية وإذا تدخل النشطاء الحقوقيون الدوليون للتضامن مع الفلسطينيين، كان مصيرهم القتل بدم بارد، دون أن يرمش جفن لأي مسئول إسرائيلي.


مقتل راشيل كوري


وهذا ما حدث مع الأمريكية راشيل كوري عضوة حركة التضامن الدولية (ISM) قبل 7 سنوات، حيث قامت آلة القتل الصهيونية بقتلها بمنتهي الوحشية، عند محاولاتها إيقاف جرافة عسكرية إسرائيلية كانت تقوم بهدم مباني للفلسطينيين بمدينة رفح بقطاع غزة.

وقد أكد حينها صحفيين أجانب كانوا يقومون بتغطية عمليات الهدم التعسفية لمنازل الفلسطينيين، أن سائق الجرافة تعمد دهس راشيل والمرور علي جسدها مرتين أثناء محاولاتها إيقافه ومنعه من هدم منازل المدنيين الفلسطينيين، فيما ادعي مسئولون إسرائيليون أن سائق الجرافة لم يري الناشطة الحقوقية!.


الإعتداء علي أسطول الحرية


أما ما حدث فجر الاثنين الماضي، فكان قمة في التحدي لكل

شعوب العالم، حيث أخرجت إسرائيل "لسانها" للعالم أجمع باستيلائها علي أسطول الحرية

وقتلها وإصابتها العشرات من الناشطين الحقوقيين الذين كانوا علي متن الأسطول، مدعية أنها حذرتهم أكثر من مرة وهم الذين لم

يستجيبوا "لنداء العقل" علي حد تعبير متحدث رسمي باسم الحكومة الإسرائيلية.


والأمر الأغرب أن الدولة اليهودية ادعت أن جنودها تعرضوا للاعتداء من قبل الذين كانوا علي متن السفن مما اضطرهم للدفاع عن أنفسهم، في حقيقة الأمر هذه الحادثة مهزلة بكل المقاييس لما تمثله من انتهاك صريح لكل الأعراف والمواثيق الدولية.


أكثر ما يستطيع العالم أن يفعله الآن في وجه الغطرسة والتطرف الصهيوني، هو أن "يشجب ويندد ويدين" ولا شيء أكثر من ذلك، لا أعرف كيف يستطيع بضعة ملايين أن يتحكموا في مليارات من البشر في مختلف أنحاء العالم، إلي متى سوف يستمر هذا الحال!؟.


راشيل كوري ومصير مجهول


ومع قرب وصول سفينة الشحن راشيل كوري المحملة بالمساعدات لأهالي غزة لمواني القطاع والتي تحمل اسم الناشطة الأمريكية التي اغتالها الصهاينة قبل سنوات تخليدا لذكرها، تلوح في الأفق عدة أسئلة، هل ستلقي تلك السفينة مصير سفن أسطول الحرية ويتم اقتحامها وسرقة ما تحمله من مساعدات؟ وهل ستصمد راشيل كوري السفينة أمام العدوان الغاشم أم أنها ستلقي نفس مصير راشيل كوري الناشطة!!؟.

الأربعاء، 26 مايو 2010

الأهلي بالقوة الضاربة يلقن الزمالك درسا جديدا بثلاثية ولا أروع

أحمد عادل

حقق الأهلي فوزا كبيرا علي غريمة التقليدي الزمالك، بثلاثة أهداف مقابل هدف، في دور الـ16 من كأس مصر، جاءت المبارة من جانب واحد، شهدت تألق وأداء رائع من الأهلي وخنوع وأداء هزيل من الزمالك.

الأهلي بالدم...يتقدم في الشوط الأول علي الزمالك 2-1

جاء الشوط الأول مثيرا، حيث بادر الزمالك بالتسجيل في الدقيقة الأولي من المباراة عن
طريق ياسر المحمدي من عرضية قوية من أحمد جعفر أودعها بمنتهي السهولة في شباك الأهلي، وسيطر الأهلي علي مجريات المباراة بعد احراز الزمالك لهدفه الأولي بدقائق قليلة، وأرهق هجوم الأهلي دفاع الزمالك وتهدد مرمي عبد الواحد السيد بأكثر من هجمة خطيرة، إلي أن أدرك شريف عبد الفضيل هدف التعادل للأهلي من ضربة ثابتة أطلقها كالقذيفة لتسكن المقص الأيسر لمرمي عبد الواحد السيد الذي لم يستطيع أن يفعل معها أي شئ وبعد إدراك الأهلي للتعادل، استمر في تهديد مرمي الزمالك بأكثر من 7 فرص خطيرة، أنقذها كالعادة المتألق عبد الواحد السيد، وظهر الزمالك علي استحياء في فترات متقطعة من الشوط الأول وفي احدي الهجمات حصل الزمالك علي ضربة ركنية لم يستفيد منها سوي في إصابة وائل جمعة بجرح قطعي أسفل عينه اليمني وسال الدم بغزارة، ومن هجمة خطيرة إستطاع القتاص محمد فضل من إحراز هدف التقدم للأهلي، وبعدها بدقائق إصيب فضل بنفس اصابة جمعة من ضربة كوع قوية من محمود فتح الله لم يعرها الحكم أدني إهتمام، وظهر التحكيم بوجه عام بشكل مهزوز، واحتسب الحكم 5 دقائق وقت بدلا من الضائع، لتخرج نتيجة الشوط الأول لصالح الأهلي بهدفين مقابل هدف للزمالك، في شوط قوي من طرف واحد.

الشوط الثاني والهدف الثالث

بدأ الأهلي الشوط الثاني مهاجما، وأهدر الكثير من الفرص وإستطاع الأهلي إحراز الهدف الثالث عن طريق الخلوق أبو تريكة بعد أن حول قذيفة شريف عبد الفضيل لداخل شباك عبد الواحد الذي لم يحرك ساكنا، وعلي الرغم
من الهجمات التي حاول بها الزمالك تعديل موقفه إلا أن لاعبيه فشلوا في تحقيق أي فرصة مما أتيحت لهم، وظهر مهاجميه بلا أنياب أمام الدفاع الأحمر وأدت التغيرات المضطربه للعميد المتقاعد إلي زيادة تخبط خطوط الزمالك الثلاثة مما أظهر مساحات كبيرة إستغلها لاعبي الأهلي وتلاعبوا فيها بلاعبي الأبيض الذين أصبحوا لا حول لهم ولا قوة.

المباراة والتحكيم المتواضع والعميد الأصيل

كانت المباراة في مجملها قوية وان كانت من جانب واحد ولم يحدث بها أي شئ خارج إطار الرياضة
، اللهم إلا أحداث فردية لم تؤثر علي أحداث المباراة وكان لطاقم التحكيم أخطاء عديدة وإن لم تكن مؤثرة في سير المباراة، ولكن الشئ الملفت للنظر ما فعله حسام حسن بعد سقوط وائل جمعه علي الأرض علي أثر اصتدام الكره به وإضطرار لاعبي الأهلي لإخراج الكرة خارج الملعب لكي يتم اسعاف زميلهم والتي كان من المفترض ان يعيدها لاعبي الزمالم مرة اخري للأهلي إعمالا بمبدأ الروح الرياضة ولكن حسن كان له رأي أخر فأصدر تعليماته هاني سعيد الذي كان واقفا علي تنفيذ رمية التماس بعدم اعطاء الكرة للأهلي قائلا بإنفعال "ما تديهمش الكرة"، بجد منتهي الروح الرياضية، تسلم يا عميد يا أصيل.

في ظل غياب الرقابة....الفيس بوك مكانا خصبا لممارسة الرذيلة!



أحمد عادل

أصبح موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مكانا خصبا لكافة الأحداث بداية بالأحداث الترفيهية والثقافية مرورا بالأحداث السياسية الساخنة ووصولا إلي المواضيع الجنسية التي تعدت مرحلة المناقشة النظرية المحترمة إلي مرحلة الممارسة العملية غير الشرعية ووصل الأمر لإنشاء مجموعات خاصة بالدعوة لممارسة الرذيلة.

والأمر الغريب أن عملية التواصل بين طرفي تلك العملية "القذرة" يتم بمنتهي السهولة واليسر فتقوم الساقطات بعرض أسمائهن –والتي بالطبع تكون مستعارة- وأرقام تليفوناتهن وطرق الوصول إليهن وفي المقابل يقوم راغبي المتعة الحرام بعرض احتياجاتهم وأرقام تليفوناتهم وبريدهم الإلكتروني لكي يستطيعون التواصل مع تلك الفتيات.

وتتنوع الأساليب ما بين ساقطة وأخري، فواحدة تقوم بوضع بريدها الإلكتروني وأخري تضع رقم تليفونها مشترطه إرسال رسالة تتضمن رقم كارت شحن لا يقل عن 50 جنيها كعربون لفتح الكلام و"جر رجل الزبون".

كل تلك المراحل تحدث في ظل الغياب التام للرقابة علي تلك المجموعات التي تهدد أمن وسلامة المجتمع والتي تنذر بانتشار أمراض جنسية لا حصر لها.

توغلت داخل احدي هذة المجموعات "القذرة" التي تبين مدي الانحلال الأخلاقي والجنسي الذي وصل إليه الشباب وقمت برصد ما يحدث داخلها من عرض وطلب واتفاقيات منحلة والتي يصل بعضها لمرحلة الجد وتبدأ العملية وتنتهي ولا أحد يحاسب هؤلاء وأعتذر عن عدم استطاعتي نقل الكلام كما هو مكتوب لما يحمل من معاني مخلة ومنحطة لأقصي درجة.

الفيس بوك وغياب الرقابة

داخل أحد المجموعات وجدنا مؤسس الجروب الذي اقترب عدد أعضائه من الـ2000 عضو، يعرفه بالقول "هذا الجروب للراغبات والراغبين في علاقة جنسية ورومانسية بين مستويات اجتماعية راقية"!.

بدأ احد أعضاء الجروب الحديث بالقول "مبروك الجروب الجديد و(إن شاء الله) نستمتع مع بعض، معكم سعد من السعودية 23 سنة".

وأعلنت احدي الفتيات عضوات الجروب عن نفسها قائلة "أنا اسمي همس 23 سنة ومن يريدني بالفعل وليس لغرض التسلية، أنا تحت أمره" وتضيف "أنا باخد كارت بـ50 جنية وعند المقابلة باخد 100 جنية وأي اتفاق يكون عن طريق الرسائل واللي مش موافق من الأول بلاش يضيع وقته"!.

وكتب احد الأعضاء "أي بنت (...) أو (...) وتريد أن تستريح، أي مدام متزوجة أو غير متزوجة ممكن تضيفني علي الميل وأنا أوصلها لقمة المتعة الجنسية وممكن نرتب مقابلة".

الجنس بمختلف أشكاله

وأعلن شخص أخر عن رغباته قائلا "أنا حسام وبموت في الجنس بجميع أنواعه (الرومانسي والعنيف)، من تريد أقصي لذة جنسية وتريد أن تحقق المتعة لكل نقطة في جسمها وتريد أن تجرب كل شيء محرومة منه في الجنس، ممكن أعمل كل ما تريدين تضفيني أو تكلميني ولن تندمي" ويضيف "يا ريت الإضافات تكون بنات من مصر بس"!.

أضاف عضو أخر "أي بنت لا تزال بكرا وتريد أن تمارس الجنس بدون أن تفقد عذريتها تتصل بي فورا أو تضيفني علي الميل".

أما أغرب التعليقات فكان من عضو عرف نفسه علي أنه سليف من ليبيا وكتب "أنا عايش طول عمري (كلب) تحت أقدام النساء وعبد حقير لهن والتي تريد أن تستعبدني تضيف البريد الإلكتروني أو تتصل بي فورا" ويضيف "تلك الدعوة للـ(ساديات) الجادات فقط، القادرات علي تعذيبي أشد العذاب".


صراحة بها الكثير من الوقاحة

أما أكثر التعليقات الصادمة فكان من عضوة تدعي مدام شيماء لما له من جرأة بها الكثير من الوقاحة، حيث قالت "أنا عندي بنات من مصر في حلوان و6 أكتوبر و الإسكندرية وأسيوط وفي السعودية بالرياض فقط وفي قطر بالدوحة فقط وفي الكويت العاصمة وفي الإمارات دبي فقط، هذا رقم تلفوني وأنا لا أحب الكلام الكثير" وأكملت قائلة "الاتصالات للجادين فقط وممنوع الاتصال من أي حد غير قريب من هذه الأماكن".

ويؤكد هذا التوجه المنحل عضو أخر معربا عن رغبته في "التعرف على بنت أو مدام تحب الرومانسية والمتعة، ترغب في الصداقة الجادة وعلاقة في سرية تامة بشرط موبايل وتكون جريئة وتحب الناس وعشرية لهدف تحقيق الغريزة والمتعة وممكن لو بعيدة عنى أعيشها في متعة حقيقية حتى لو كانت بتحب جنس رومانسية أو جنس عنيف فيه ضرب وشتيمة".

كل هؤلاء الأعضاء وغيرهم الكثيرون من أعضاء هذه المجموعة ومجموعات أخري علي الفيس بوك يقومون بالاتفاق علي تلك الممارسات الغير أخلاقية في ظل الغياب التام لرقابة المجتمع ومتابعة الأجهزة الأمنية التي من المفترض أن ترصد أشياء كهذه وتلاحق مرتكبيها والقائمين علي تسهيل تلك الأفعال الفاضحة التي تضرب في المقام الأول صلب المجتمع من الشباب الذي ينساق وراء ذلك لضعف نفسه وقلة تربيته.

رى الزهور



أحمد عادل

الزهور من ارقى انواع النباتات نظراً لألوانها الزاهية واشكالها المتعددة وروائحها العطرة الفواحة مما يعطى بهجةً وصفاءاً فى النفوس ، ولكن ذلك لا يتحقق إلا بالإعتناء الجيد بها والمحافظة عليها والتعامل معها بكل حرص وريها بطريقة منظمة اى لايمنع عنها الماء تماماً ولا يتم الإفراط فى نسبة الماء الموجهه إليها بمعنى ان العملية هنا تخضع للنسبة والتناسب ، لست هنا بصدد التحدث عن الزهور التى يتم زراعتها فى التربة ولكن الزهور التى اعنيها هى تلك الزهور الرقيقة الهشة الناعمة التى قال عنها امير الشعراء أحمد شوقى يوماً"الأم مدرسة اذا أعددتها ، أعددت شعباً طيب الأعراق" فالفتاة إذا تم الإعتناء بها جيداً سوف تصبح أماً عظيمة فى المستقبل مما ينعكس على تقدم شعب بأكمله ، وقد جالت بخاطرى تلك الفكرة بعدما رأيت فتيات كثيرات كنت أعرفهن قبل الزاوج ورأيتهن بعد الزواج والفارق بالطبع كبيراً جداً ، فقبل الزواج زهوراً ناضرة زاهية الألوان عطرة الرائحة ، ولكن بعد الزواج زهوراً ذابلة بلا أى لون ولكن لها روائح عديدة منها رائحة (الثوم و البصل و جميع أنواع الطبيخ) وما ادراك ما تلك الروائح وبالأخص عندما تفوح من المرأة ، أما هذا التغير الكبير فهو ناتج من عدة اشياء أهمها إهمال زوجها لها على اعتبار انها أصبحت ملكاً له يراها كل يوم على عكس فترة ما قبل الزواج ، فكان يراها كل فترة نظراً لبعد المسافات بينهم والتى كان بها أصناف وأشكال متعددة من الكلام الجميل الذى يزيدها جمالاً على جمالها والمشاعر الجياشة التى تكون حاضرة فى تلك الفترة ، ومن ناحية أخرى المرأة نفسها التى لا تهتم بمظهرها ولا بشكلها على اعتبار انها تزوجت وما كانت تبغاه قد حدث فلماذا الإهتمام بتلك الشكليات؟ التى لن تضفى جديداً على حياتها من وجهة نظرها متناسية أن زوجها له حق عليها فى كل شئ ، ولكن ليس ذلك هو المهم الأن فخلاصة القول أن الزهرة أقصد المرأة إذا لم تجد الرى الكافى الذى يرضيها من مشاعر وحب سوف تذبل وتختفى نضارتها وتصبح بلا اى رائحة ، فيجب على كل بستانى أن يعتنى بالزهرة التى لديه ولا يبخل عليها بالرى ولا يزيده واذا حدث ذلك سوف تظل تلك الزهور دائماً و أبداً محافظةً على نضارتها وجمالها و.....و رائحتها العطرة ، كما أننى لا انكر ذلك على نفسى أو ادعى اننى سوف أفعل ذلك بالفعل مع "زهرتى" ولكن أتمنى أن يحدث وان لا يضيع ذلك مع زحمة وهموم الحياة لأنها بالفعل تستحق منى ذلك الإعتناء الشديد.

قراء الشروق: الإيجابية ليست بالجلوس على رصيف مجلس الشعب!



أحمد عادل

أثار منتدى "هل سيصبح الشارع المصري أكثر إيجابية" والذي طرحته الشروق منذ أسبوعين عاصفة من الآراء لدى القراء، فعلى الرغم من وجود الكثير من الأصوات المنادية بالتغيير في مصر إلا أن تلك الأصوات لم تعلو وتيرة أدائها إلا منذ ظهور د.محمد البرادعي المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة على الساحة السياسية في مصر وفيما يلي عرض لأهم الآراء التي تفاعلت مع المنتدى.

وكتب القارئ محمد سنجر شبهت إحدى الصحف البرادعي بغاندي الذي قاد الهند للاستقلال والتفت حوله كل طوائف الشعب الهندي ومن هنا حصلت الهند على استقلالها وأصبحت أكبر دولة ديمقراطية في العالم، لكن الشعب المصري لم يحن دوره بعد لكي يتحرك، وتساءل متى يتحرك الشعب المصري ليخلص نفسه من الظلم والفساد؟.

وتحت عنوان الشعب المصري سيصبح إيجابيا عندما يموت جوعا، كتب القارئ أحمد حلمي: الشعب المصري لا يتحرك إلا عندما تستحيل أمامه الحياة وقد أثبت ظهور د.البرادعي نظرية وجود البديل، فالنظام عمل طوال سنوات طويلة على محو نجاح أي شخصية وعمرو موسى خير دليل على ذلك وهذا لا ينفي وجود أكفاء غير البرادعي ولكنه يمثل قوة أمام النظام لما حققه من نجاحات في الخارج وأستطاع في الداخل أن يجمع حوله أعداد كبيرة مطالبة بالتغيير.

وشكك القارئ محمد علي في إمكانية أن يكون المصريين أكثر إيجابية قائلا: الكثير من المطالبين بالتغير (وأنا منهم) يكتفون بمتابعه بعض المواقع على الإنترنت والمشاركة فيها، لكن لا توجد حركه إيجابيه في الشارع والتغيير لن يتحقق بمجرد الكلام أو النشر على الإنترنت.

وكانت القارئة هيام المصرية أكثر تفاؤلا حيث قالت: نعم سيكون الشعب أكثر إيجابيه في أي انتخابات قادمة ولن يمر تزوير الانتخابات مرور الكرام كما كان يحدث سابقا والفضل يرجع إلى الجمعيات والحركات المدنية التي قامت بتوعية المواطنين لحقوقهم، كما أن الحالة السياسية والاقتصادية المتردية التي وصلنا إليها جعلت المواطن لا يستطيع السكوت أكثر من ذلك.

أما القارئة فايزة محمد فاختلفت تمام مع ذلك قائلة: "والله مش محمد البرادعي اللي هيصلح حال مصر ده هيخربها اكتر، يعرف ايه عن الغلابة والشقيانين يا عالم حرام عليكو، برادعي مين اللي عاش طول عمره بره مصر، يعني اللي أكل الكافيار والسيمون فيميه هيعرف يصلح حال المصريين!؟ ابقو قابلوني، يا ناس فكروا بعقولكم، على فكرة أنا مع سياسة التغيير ولكن تغيير يكون صح، واحد عاش جوه بلده وعايش أحوال الناس ومعاناتها من جواها مش من براها، هو خد على انه يكون قائد بس مش على مصر".

وتساءل فادي جرجس: هل الايجابية أن يترك العامل ماكينته ليرقد على رصيف مجلس الشعب؟!، هل الايجابية أن تحدث تجاوزات لفظيه بحق السيد رئيس الجمهورية وأن نعتدى على الشرطة و ندمر الممتلكات العامة؟!، هل الإيجابية أن نؤيد دعاة التغيير بلا تحفظ ودون التعرف على برامجهم ؟!، وأضاف عندما يعود الوعي المفقود وترتفع نسبة الواعين سوف تكون للايجابية ثمارا ناضجة.

وأكد حسن سيف الدين أن الإيجابية الحقيقية هي أن يصر كل مواطن على استخدام حقه في انتخاب مرشحه للرئاسة ومن يمثله في المجالس التشريعية والمحليات فيستخرج بطاقة انتخابيه ويذهب للإدلاء بصوته في الانتخابات، أما ايجابية التزويغ من مواقع العمل بحجة الاشتراك في وقفه احتجاجيه أو مظاهره أو مسيره غير واضحة الأهداف و غير كاملة التنظيم ولا نعلم الأغراض الحقيقية لمنظميها، فهذا هو التهريج بعينه وهذا ما أطلق عليه بحق تسمية (الايجابية المزعومة).