مر ما يزيد عن الشهرين وأنا لم أكتب شيئا علي صفحات مدونتي الخاصة، حقيقة لا أعرف لماذا، هل تلك المدة مرت بدون "تدون" بسبب التقلبات النفسية العديدة؟، أم لأنني لا أجد شيئا ذو قيمة لكي أكتب عنه؟، أم أن هناك الكثير من الأحداث والمواقف التي ينبغي أن أكتب عنها فحدث تداخل أدي إلي تجاهل الكل، يجوز أن عقلي قد أصابه الصدأ ولكن كيف يزحف إليه الصدأ في مثل سني!!؟.
هل أكتب عن سائقي الميكروباص الذين يعذبون الناس ليل نهار و"يمرمطون" فيهم ويدسون أيديهم في جيوبنا ويستولون علي الأجرة مضاعفة عندما يقومون بتجزئة خط سيرهم علي ثلاث أو أربع مراحل في ظل غياب الرقابة عليهم!؟.
أو ربما أكتب عن نفس سائقي "الميكروباصات" المشغلين للكاسيت علي أقصي درجة صوتية داخل حدود "نعشهم الطائر" ويا ليتهم يستمعون إلي أغاني ذات قيمة، فالقاسم المشترك لكل الأغاني "الميكروباصتيه" هي الندب والعويل وسيرة حياة المرأة التي أغوت الشاب وسلبته شبابه أو المسطول الذي داس علي القطار بقدميه بعد جلسه حشيش "معتبره" وإذا تجرأ أحد الركاب وطالبهم بخفض الصوت قليلا "يا ويله وسواد ليله".
ماذا لو كتبت مثلا عن "التباعين" الذين يأخذون عجلة القيادة علي سبيل الهبة من سائقيهم في نهاية الخط عندما يهبط السائق لشرب كوبا من الشاي أو مجالسة أصدقائه علي القهوة وما بين تولي التباع القيادة وبين نهاية الخط دقائق معدودة ولكنه يحاول أن يثبت للركاب أنه أمهر من السائق فـ"ينشف" دمائهم، لأن كل معلوماته عن "السواقه" هي "كاسيت عالي وفرامل غشيمة وغرز متهورة بين السيارات وكلاكس كل ثلاث ثواني".
لا أعرف حقيقةً سبب سيطرة السائقين و"أتباعهم" علي تفكيري اليوم، ما رأيكم لو كتبت عن سيطرة الشعور اللاواعي وانعكاساته علي تعاملات الأفراد مع بعضهم البعض في إطار من التناغم السلس؟، ماذا أقول بالضبط؟ أنا فعليا لا أفهم ذلك وأنا لا حب أن أكتب ما لا أفهم، لذلك أعذروني لن أكتب فيه.
ماذا عن علاقة الناس ببعض وعدم وجود روح طيبة بينهم وقلة بل انعدام المحبة بينهم، حتي أصبحوا لا يطيقون أي كلمة، كان يحدث قديما أنه إذا توفي شخص في أخر الشارع وكان هناك فرحا في أوله ألغي الفرح تضامنا مع أهل المتوفي، أما الآن فنري مآتم في الدور الأول وفي الدور الثاني فرح و"زأططة" حالة من التناقض العجيب قرآن بجانب أغاني ولا حياة لمن تنادي.
أرغب بشدة في الكتابة عن "التخلف" المصري اليومي في ركوب مترو الأنفاق، فنري علي رصيف المحطة خطوط تبين أماكن الصعود والهبوط وبالمثل علي أبواب المترو من الداخل والخارج ولكن المصري أعتاد علي اللامبالاة وعدم الاكتراث، أتعجب بشدة عندما أري "الصاعدين والهابطين" مكدسين ويتدافعون أمام جميع الأبواب، بالرغم من أنهم لو اتبعوا التعليمات والإرشادات سوف يريحون أنفسهم ولكن لماذا أكتب عن ذلك وأنا أعرف يقينا أن أحدا لن يهتم أو يلتفت.
الانتخابات البرلمانية علي الأبواب ويصاحبها الكثير من الأحداث والقصص المثيرة، مما يمثل مادة خصبة للكتابة، ولكن لماذا أكتب عنها وهناك أصوات قد جزمت بأنها سوف تكون مزورة حتي قبل بدايتها.
الشوارع مزدحمة والطرق مغلقة وليس هناك أسبابا واضحة لذلك وإذا أسعدك الحظ ووصلت لنهاية منطقة "الزحمة" لن تجد سوي حادثة أو سيارة معطلة ولكن ذلك ليس هو سبب الزحمة فالسبب أسذج من ذلك بكثير، السيارات التي تمر بجوار السيارة المتسببة في الحادثة تهدئ من سرعتها لدرجة الاقتراب من الوقوف للمشاهدة والفرجة علي مصائب الناس، هل تعتقدون أن ذلك يستدعي الكتابة!!؟.
أم أكتب عن الانتخابات الرئاسية القادمة، أم الحركات السياسية المعارضة وماذا عن قصة عاشقين متيمين؟، غدا وقفة عرفات هل أكتب عن هذا الحدث الجلل؟، ماذا عن الفساد المستشرين في قطاعات عديدة وماذا عن فضائح المنظومة الكروية في مصر!؟، ما رأيكم في الكتابة عن زيادة جرائم القتل، أو إغلاق القنوات الفضائية الدينية أو ربما أكتب عن الفيس بوك أو.....أقول لكم سوف أكتب عن لا شئ، سأحبس خواطري ومشاعري داخلي ولن أزعجكم بها، ذلك أفضل بكثير من "الدوشة".
يا معلم أحمد مدام انت مش عارف تكتب.. مستني مننا احنا اللى نكتب :D
ردحذفيا ريس دي على رأي عبدالرحمن أبو زهر ما بيقول في فيلم "النوم في العسل": حااااالة عااامة :))
الله ينور يا زعيم
يا اخ احمد العارف لا يعرف ، ومش مهم انك تعرف تكب عن ايه ، بس أكتب وخلاص ، عبر عن نفسك وقرر خياراتك واختار احلامك ،عيش التفاصيل الغريبه، المريبة أكتب حتى لو مش عارف تكتب ايه، اكتب حتى لو مفيش داعي للكتابه ، اكتب ولو انت متاكد انت مفيش حد هايقرأ كلامك ، اكتب لان الحياة أصعب بكتير من انك تعيش الهم والغم ومتكبتش عنه ، بالتوفيق يا ابو حميد
ردحذفاحمد جمال