الأربعاء، 16 يونيو 2010

قضية خالد سعيد...وأشياء أخري!!

أحمد عادل

هالني وبشدة واقعة وفاة الشاب خالد سعيد ولا أخفيكم القول أنني منذ اليوم الأول لمعرفتي لنلك الواقعة وأنا متعاطف بل ومتضامن مع هذا الشاب، لدرجة احتدام النقاش بيني وأحد أقربائي بخصوص هذا الشأن، حيث كان يقول لي أنه غير مقنع أن ما حدث مع هذا الشاب، هو واقعة تعذيب وأنا أقول له وبشدة، لا بل هي واقعة تعذيب بشعة، نزع من قلوب مرتكبيها الرحمة وهم يضربون الشاب بمنتهي القسوة والعنف إلي أن فاضت روحة لبارئها.


ولكن مع مرور الوقت وجلاء العقل من غشاوته الوقتية والتي كان سببها منظر الشاب القتيل والدماء تسيل من رأسه وهو لا حول له ولا قوة وأيضا ظهور الكثير من الوقائع والأحداث التي اضطرتني إلي إعادة التفكير في الأمر بذهن صافي، خالي من الانفعالات وجدت أن الموضوع به الكثير من اللبس والأمور المبهمة التي تحاول قوي بعينها استغلالها لأغراضها الشخصية.


لماذا لا تظهر تلك الصورة كامل التفاصيل!!؟


وكان أول شيء جعلني أشك أن ما حدث ليس واقعة تعذيب كما صورها البعض، صورة الشاب التي تم التقاطها داخل المشرحة وأقصد هنا الصورة التي يظهر فيها الجزء العلوي من جسد هذا الشاب نصف عاري والسؤال هنا ماذا قصد ملتقط هذه الصورة من ورائها ولماذا لم يكن جذع الشاب بأكمله عاريا، اللهم إلا إذا كان البعض يحاول إخفاء شيئا ما وعلي سبيل المثال لا الحصر أعتقد أن السبب في ذلك هو وجود جرح قطعي من بداية البطن إلي بداية الرقبة "لزوم عملية التشريح" والتي حاول البعض إخفائها لكي يتم تصوير الواقعة علي أنها عملية تعذيب.


قد يهاجمني البعض في رأيي هذا ويقولون أنني منحاز لطرف علي حساب الأخر وضد البلد وأنا السبب في الهجوم الإسرائيلي الغاشم علي أسطول الحرية والكثير من التوصيفات التي يطلقها البعض علي من يخالفونهم في الرأي ولكن هذا شأنهم وقد يقولوا أن الصورة تم تصويرها هكذا لكي لا ننتهك حرمة الموت وأقول لهم وهل هناك انتهاك لحرمة الموت أبلغ من وجه الشاب نفسه وبه خياطة بعد عملية التشريح وجعلوها هم خياطة بسبب ما ألم بالشاب من إصابات.


ماذا يعني خروجة من التجنيد بدرجة سلوكية "رديئة"!؟


الشيء الثاني الذي أعاد تقيمي للأمور هو شهادة تأدية الخدمة العسكرية الخاصة بالشاب والتي نشرت علي الكثير من المواقع ويظهر بها أن هذا الشاب تم رفته من الخدمة العسكرية لسوء سلوكه وكانت درجة سلوكه في الشهادة "رديئة"، مما يوحي بأنه لم يكن منضبط أخلاقيا أثناء تأدية واجبه الوطني وأكد بعض الزملاء الصحفيين أنه بالبحث داخل سجلات وزارة الدفاع وجد أنه ضبط متلبسا بتدخين "الحشيش" داخل وحدته وتمت محاكمته ثم هرب من الجيش وتم محاكمته وحبسه وأخيرا رفته لسوء سلوكه.


جهات مشبوهة


وإذا نظرنا لتلك الواقعة من البداية نجد أن من قام بتفجيرها هو واحد من الأشخاص التي يوجد عليها الكثير من علامات الاستفهام في الفترة الأخيرة، هو أ.أيمن نور مرشح الرئاسة الماضية ورئيس حزب الغد الأسبق قبل أن يتم توجيه تهمة تزوير توكيلات الحزب له ومحاكمته وسجنه إلي أن تم الإفراج عنه نظرا لظروفه الصحية، كما أنه هناك إشكالية كبيرة في علاقته بمؤسسات دولية وتلقي طرف الخيط بعد منه، حركة شبابية تسمي 6 إبريل، لا هدف لها إلا إثارة البلبلة والفوضى في البلد ولا نعرف من يقف ورائهم ولا من يمولهم ويرعاهم.


إلي هذا الحد أصبح الرأي العام ينقاد وراء حركات سياسية مجهولة الهوية والهوى، يدعي أصحابها أنهم هم الذين سوف يعبرون بالبلد إلي بر الأمان وأن خلاص البلد علي أيديهم كحركة 6 إبريل وكفاية وجمعية التغيير وغيرها من الحركات التي تأخذ من الوطنية شعارا لها وتلعب علي وتر الحس الوطني لدي هذا الشعب الغلبان.


هل كل من في البلد أصبحوا فاسدين؟


وتحدثت مع بعض الأشخاص وكانت أرائهم أن تلك الواقعة، ما هي إلا حلقة في سلسلة طويلة ومستمرة من عمليات التعذيب علي أيدي الشرطة ويرون أن الشرطة مفترية وتفعل كذا وكذا وسألتهم "إذا افترضنا أن الشرطة هكذا –وبالطبع هذا مغاير للحقيقة لأن ما يحدث حالات فردية لا نستطيع تعميمها علي كل رجال الشرطة الذين يوجد الكثيرين منهم شرفاء وطاهري اليد ويسهرون علي أمن وأمان هذا الوطن ويقتلون علي أيدي عناصر متطرفة خارجة علي القانون- فما بالكم بالنيابة؟" وكان ردهم "يا عم دول هيطبخوها كلهم مع بعض" وسألت مرة أخري "طب والقضاء والجيش"، فأضافوا "ما فيش حد عدل في البلد دي"!!.


وأصبح كل من في البلد -ما دام ينتمي للدولة- "فاسد ومرتشي ومزور وابن (تيت)"، "لا الشرطة عاجباهم" "والنيابة والقضاء أصبحوا محل شك عند هؤلاء" "والجيش الدرع الحامي لهذا الوطن دخل في اللعبة هو الأخر" وأصبح من وجهة نظرهم أن الفرسان المخلصين هم هؤلاء الأشخاص "الحنجوريين" الذين ينتمون إلي جهات أقل ما يقال عليها أنها "مشبوهة" وغير واضحة المعالم والتوجه.


أفيقوا قبل فوات الأوان


يا سادة هذا البلد مستهدف من جهات عدة وهؤلاء الأشخاص المنتمين لتلك الحركات غير الشرعية هم من يساعدون تلك الجهات علي ذلك تحت ستار حب الوطن، مصر بها الكثير من الفساد ولكن بها أيضا الكثير من الرجال الشرفاء، فإذا شككنا في كل هؤلاء لأنهم ينتمون للحكومة والنظام، فمن الذي سوف يظل شريفا في هذه البلد.


هل هم بتوع "التغيير وكفاية وإبريل" أشك في ذلك، اتقوا الله في هذا البلد و"ارحمونا شوية لا رحمكم الله" وأفيقوا من غفوتكم قبل فوات الأوان، أم أنكم تريدون مصير مظلم لهذا البلد بأفعالكم تلك ولا أستبعد أن تلك الحركات مدفوعة من جهات عدة لزعزعة أمن واستقرار هذا الوطن وإن لم يكن بعلمهم فإنه من جهلهم بما يفعلون وبمن يحركونهم وهذا لا يمنع وجود أشخاص وطنيين بالفعل في تلك الحركات ولكنهم أخطئوا الطريق ووقعوا في فخ تلك الجهات.

لكِ الله يا مصر، لكِ الله


هناك 4 تعليقات:

  1. اولاً الموضوع جامد وربطك للاحداث جميل جدا بس اسمحلي اعلق علي كذا نقطة
    في البداية انت لغبطتلنا الدنيا كلها في موضوع خالد من ناحيه ان الموضوع ممكن يطلع بروباجندا لايمن نور والمعارضة تحديدا, بس في سؤال بيطرح نفسه مش انت معايا ان الموضوع لو متلفق كان الموضوع هايبان بسرعه عموما بالنسبه لموضوع خالد تقرير الطب الشرعي النهائي هايفصل في القضية .
    النقطة التانية (انت جددت كارنية الحزب الوطنى ولا لسه )، مش عارف ليه بدأ أحس انك بقيت موالي للنظام، هو احنا اكيد مش ضد النظام ( من خاف سلم ) وفي نفس الوقت مش معاة , كل الي بندور عليه تغير وخلاص وجميل ان في اكتر من صوت للتغير من حقك انك تتبنى الافكار الي تعجبك او لو عندك رؤية غير الي علي الساحة قدمها دة الصح , اما النقد للاصوات التى ترفض التغيير والاصلاح فطبعا دة امر مرفوض احنا مش عاوزين شخص بعينه ( لا البراددعي ولا الاخوان ولا ايمن نور ولا اى معارض وخلاص ) احنا عاوزين تغيير لان دة الحل الوحيد للبلد دى، التغيير وفرصة لعرض افكار ومناهج جديدة وهاقول برضو ( لكِ الله يا مصر، لكِ الله) بس مع التغيير .

    امضاء
    اكيد انت عارف انا مين

    ردحذف
  2. المشكلة انه حتي لما التقرير يطلع ومايكونش علي هوي الأشخاص مثيري القضية سوف يتهمون التقير والقاءمين عليه أنهم غير شرفاء
    وبالنسبة لكانية الحزب من 2007 معايا وزي ما هو ما جددتوش واللي بكتبه دة ما لوش اي علاقة بالتوجه السياسي ولكن له علاقة بالعقل والمنطق وتتابع الأحداث، وانا لست مع التغيير لمجرد التغيير، نشوف برنامج سياسي ممنهج وفكر سليم وتوجهات واضحة وبعد كدة نفكر في التغيير مش اي حد يجي يقول عايزين نغير نصفق له حتي لو كان عم محمد بتاع الفجل

    ردحذف
  3. ماله عم محمد بتاع الفجل عموما مش موضوعنا , الفكرة يا استاذ احمد ان التغيير استحالة يكون من الاسوأ 100%الي الافضل 100% دة مش منطقي بس لازم يكون في خطوات ممنهجة ، ودة مش هايحصل الا لما يكون في مساحة حرية مكفولة لقادة الفكر، الشعب عند عطش لرؤية قائد جديد وبلد جديدة و مستعدة تعمل اي حاجة علشان تحقق الهدف دة ( ديه البلد طبعا)، ولو انت شايف ان الصح اننا نستنى لما يجي عمو صلاح الدين القليوبي ومعاة لائحة التغيير الي متخرش المية يبقي تحلم , ياريت نختار علي حسب الي موجود في الساحة وكمان حسب الظروف الراهنة البلد بتغرق في الفساد الي ساد الحبل الضعيف الي الناس مستحملة الذل علشانة انها عاوزة تعيش وعندها امل ان بكرة ممكن الاحوال تتغير علي ايد حد (نظيف) بجد ويكون (شريف) في اقوله وافعاله مش نظرية (سرور) مزعوم والهدف النهائي ان الوضع مش لازم يكون ( مبارك) علشان نحس بتغيير , ثم ماله عم محمد بتاع الفجل اصلا .

    ردحذف
  4. وهو لو اللي احنا فيه دة أسوأ 100% كنت عرفت تقول كلمة واحدة من اللي انت بتقولها دلوقتي دي، انت ناسي أيام زمان وزوار نص الليل، البلد فيها فاسدين بس برضو فيها شرفاء، لكن للأسف إتعةدنا إننا نبص دايما لنص الكباية الفاضي وما بنقربش أبدا ناحية النص المليان البلد فيها شغل كتير والشباب هما اللي مأنتخين ومش عايزين يشتغلوا، فيه ناس وحشه، بس برضو فيه ناس كويس، مش ناس بتطلع من تحت الأرض وعايزين جنازة ويشبعوا فيها لطم، العراق بتتضرب، روح يا عم مبارك حارب ، فين الوطنية فين العروبة، أسطول الحرية انضرب، أصل مصر هي اللي غلطانة والنظام متواطئ، شاب مات، ياعم دي الشرطة بنت "التيت" هي اللي موتته، لكن لو واحد عمل حاجة كويسة في البلد بيترمخ عليها وماحدش بيجيب سيرتها، عارف ليه، علشان عايزين اي حجاة تعمل مشاكل وبس، يا شيخ ملعون ابو الديمقراطية لو هتخلي الناس بالشكل دة، كل شوية علي رصيف المجلس، واعتصمات وتعطيل لمصالح الناس وقفل شوراع واستفزاز للشرطة ويرجعوا يقول أصل الشرطة هي اللي ضربتنا أصل وحشه واحنا غلابة، كل شوية اعتصامات وشتيمة في الدولة والحكومة وتيجي تبص تلاقي العيب ممنا احنا اصلنا ما بنحبش بعض، ما بنخافش علي بعض، ما بنحترمش بعض قبل ما نطالب بتغيير النظام لازم احنا اللي نتغير

    ردحذف