كتب/أحمد عادل
يهتم الصحفي دائما بوضع اسمه علي الأخبار والتحقيقات التي يقوم بعملها وخاصة عندما يكون ذلك الصحفي في بداية طريقه المهني، حيث أن ذلك يعد أرشيفا له، إذا أراد الالتحاق بالعمل في أي مؤسسة أخري وعندما يكتب تحقيقا أو تقريرا وينشر في مؤسسته وتأتي مؤسسة آخري لتنشره وبالأخص إذا كانت تلك المؤسسة الأخرى، مؤسسة عالمية ذائعة الصيت في مجال الإعلام، يعلم أنه بذلك يسير في الطريق الصحيح.
موقف كهذا، يُكسب الصحفي ثقة كبيرة في نفسه، لأن ذلك يعتبر شرفا جديدا ينسب له، لما يمثله ذلك من اعترافا بقدرته علي رصد الحدث وتقديرا له ولأسلوبه، خاصة عندما يتعدي ذلك الاعتراف فضاء مؤسسته، إلي داخل فضاء مؤسسة صحفية أخري (كبري).
ولكن المؤسف في تلك الحالة، عندما تتجاهل المؤسسة الأخرى التي نشرت ذلك التقرير، ذكر المصدر الأصلي له، مما يمثل إهدارا للحق الأدبي للصحفي صاحب التقرير وأيضا يعد ذلك انتهاكا صارخا لكل المعايير والمواثيق الدولية، التي تنظم عمل الصحافة علي مستوي العالم.
وذلك ما حدث معي حرفيا، حيث أنني كتبت الأسبوع الماضي عن مجموعة علي الفيس بوك، تطالب بحذف 10 أغاني من التراث العربي، لافتقادها من وجهة نظر مؤسسي المجموعة (رابط التقرير الأصلي)، مبررات وجودها وإذا بالمؤسسة الإعلامية الكبرى (FRANCE 24) تقوم بنشر نفس التقرير علي موقعها الإلكتروني، مع تغيير عنوانه ومقدمته وحذف اسمي وإضافة اسم، صحفي لديها، علي إنه هو من قام بكتابة التقرير، متجاهلة تماما ذكر المصدر الرئيسي له (رابط التقرير المسروق).
وبهذا الإجراء الخارج عن آداب المهنة بصورة فجة، أهدرت المجهود الذي بذلته في ذلك التقرير ونسبته إلي الصحفي "اللص"، الذي قام بالسطو علي ما ليس له وأعرف أن الأمر في مجملة، هو خطأ وارد في عالم الصحافة ولكنه خطأ يجب تصحيحه، لأن ذلك يهدر حقوق الآخرين والمسئولية هنا تقع علي عاتق الصحفي الكسول الذي نسب لنفسه شيء لا يملكه ومؤسسته مشتركه معه إذا صمتت علي ذلك، لأنني قمت بالفعل بمراسلتها ولم يصلني منها رد إلي الآن.
وبقدر ما ألمتني تلك الواقعة، لما تمثله من انتهاك صارخ لحقي الأدبي، بقدر النشوة التي أشعر بها، لأنها أعطتني دفعة كبيرة جدا وبخاصة بعد علم مسئولي موقع الشروق نيوز الإخباري –الذي أعمل به- بتلك الواقعة وإشادتهم بي وبعملي -الذي أزعم أنه يتطور يوما بعد يوم- وتعطي واقعة كهذه، ثقة مضاعفة لصحفي ناشئ مثلي، مازال يحبو علي بلاط صاحبة الجلالة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق