هالني وبشدة واقعة وفاة الشاب خالد سعيد ولا أخفيكم القول أنني منذ اليوم الأول لمعرفتي لنلك الواقعة وأنا متعاطف بل ومتضامن مع هذا الشاب، لدرجة احتدام النقاش بيني وأحد أقربائي بخصوص هذا الشأن، حيث كان يقول لي أنه غير مقنع أن ما حدث مع هذا الشاب، هو واقعة تعذيب وأنا أقول له وبشدة، لا بل هي واقعة تعذيب بشعة، نزع من قلوب مرتكبيها الرحمة وهم يضربون الشاب بمنتهي القسوة والعنف إلي أن فاضت روحة لبارئها.
ولكن مع مرور الوقت وجلاء العقل من غشاوته الوقتية والتي كان سببها منظر الشاب القتيل والدماء تسيل من رأسه وهو لا حول له ولا قوة وأيضا ظهور الكثير من الوقائع والأحداث التي اضطرتني إلي إعادة التفكير في الأمر بذهن صافي، خالي من الانفعالات وجدت أن الموضوع به الكثير من اللبس والأمور المبهمة التي تحاول قوي بعينها استغلالها لأغراضها الشخصية.
لماذا لا تظهر تلك الصورة كامل التفاصيل!!؟
وكان أول شيء جعلني أشك أن ما حدث ليس واقعة تعذيب كما صورها البعض، صورة الشاب التي تم التقاطها داخل المشرحة وأقصد هنا
الصورة التي يظهر فيها الجزء العلوي من جسد هذا الشاب نصف عاري والسؤال هنا ماذا قصد ملتقط هذه الصورة من ورائها ولماذا لم يكن جذع الشاب بأكمله عاريا، اللهم إلا إذا كان البعض يحاول إخفاء شيئا ما وعلي سبيل المثال لا الحصر أعتقد أن السبب في ذلك هو وجود جرح قطعي من بداية البطن إلي بداية الرقبة "لزوم عملية التشريح" والتي حاول البعض إخفائها لكي يتم تصوير الواقعة علي أنها عملية تعذيب.
قد يهاجمني البعض في رأيي هذا ويقولون أنني منحاز لطرف علي حساب الأخر وضد البلد وأنا السبب في الهجوم الإسرائيلي الغاشم علي أسطول الحرية والكثير من التوصيفات التي يطلقها البعض علي من يخالفونهم في الرأي ولكن هذا شأنهم وقد يقولوا أن الصورة تم تصويرها هكذا لكي لا ننتهك حرمة الموت وأقول لهم وهل هناك انتهاك لحرمة الموت أبلغ من وجه الشاب نفسه وبه خياطة بعد عملية التشريح وجعلوها هم خياطة بسبب ما ألم بالشاب من إصابات.
ماذا يعني خروجة من التجنيد بدرجة سلوكية "رديئة"!؟
الشيء الثاني الذي أعاد تقيمي للأمور هو شهادة تأدية الخدمة العسكرية الخاصة بالشاب والتي نشرت علي الكثير من المواقع ويظهر بها أن
هذا الشاب تم رفته من الخدمة العسكرية لسوء سلوكه وكانت درجة سلوكه في الشهادة "رديئة"، مما يوحي بأنه لم يكن منضبط أخلاقيا أثناء تأدية واجبه الوطني وأكد بعض الزملاء الصحفيين أنه بالبحث داخل سجلات وزارة الدفاع وجد أنه ضبط متلبسا بتدخين "الحشيش" داخل وحدته وتمت محاكمته ثم هرب من الجيش وتم محاكمته وحبسه وأخيرا رفته لسوء سلوكه.
جهات مشبوهة
وإذا نظرنا لتلك الواقعة من البداية نجد أن من قام بتفجيرها هو واحد من الأشخاص التي يوجد عليها الكثير من علامات الاستفهام في الفترة الأخيرة، هو أ.أيمن نور مرشح الرئاسة الماضية ورئيس حزب الغد الأسبق قبل أن يتم توجيه تهمة تزوير توكيلات الحزب له ومحاكمته وسجنه إلي أن تم الإفراج عنه نظرا لظروفه الصحية، كما أنه هناك إشكالية كبيرة في علاقته بمؤسسات دولية وتلقي طرف الخيط بعد منه، حركة شبابية تسمي 6 إبريل، لا هدف لها إلا إثارة البلبلة والفوضى في البلد ولا نعرف من يقف ورائهم ولا من يمولهم ويرعاهم.
إلي هذا الحد أصبح الرأي العام ينقاد وراء حركات سياسية مجهولة الهوية والهوى، يدعي أصحابها أنهم هم الذين سوف يعبرون بالبلد إلي بر الأمان وأن خلاص البلد علي أيديهم كحركة 6 إبريل وكفاية وجمعية التغيير وغيرها من الحركات التي تأخذ من الوطنية شعارا لها وتلعب علي وتر الحس الوطني لدي هذا الشعب الغلبان.
هل كل من في البلد أصبحوا فاسدين؟
وتحدثت مع بعض الأشخاص وكانت أرائهم أن تلك الواقعة، ما هي إلا حلقة في سلسلة طويلة ومستمرة من عمليات التعذيب علي أيدي الشرطة ويرون أن الشرطة مفترية وتفعل كذا وكذا وسألتهم "إذا افترضنا أن الشرطة هكذا –وبالطبع هذا مغاير للحقيقة لأن ما يحدث حالات فردية لا نستطيع تعميمها علي كل رجال الشرطة الذين يوجد الكثيرين منهم شرفاء وطاهري اليد ويسهرون علي أمن وأمان هذا الوطن ويقتلون علي أيدي عناصر متطرفة خارجة علي القانون- فما بالكم بالنيابة؟" وكان ردهم "يا عم دول هيطبخوها كلهم مع بعض" وسألت مرة أخري "طب والقضاء والجيش"، فأضافوا "ما فيش حد عدل في البلد دي"!!.
وأصبح كل من في البلد -ما دام ينتمي للدولة- "فاسد ومرتشي ومزور وابن (تيت)"، "لا الشرطة عاجباهم" "والنيابة والقضاء أصبحوا محل شك عند هؤلاء" "والجيش الدرع الحامي لهذا الوطن دخل في اللعبة هو الأخر" وأصبح من وجهة نظرهم أن الفرسان المخلصين هم هؤلاء الأشخاص "الحنجوريين" الذين ينتمون إلي جهات أقل ما يقال عليها أنها "مشبوهة" وغير واضحة المعالم والتوجه.
أفيقوا قبل فوات الأوان
يا سادة هذا البلد مستهدف من جهات عدة وهؤلاء الأشخاص المنتمين لتلك الحركات غير الشرعية هم من يساعدون تلك الجهات علي ذلك تحت ستار حب الوطن، مصر بها الكثير من الفساد ولكن بها أيضا الكثير من الرجال الشرفاء، فإذا شككنا في كل هؤلاء لأنهم ينتمون للحكومة والنظام، فمن الذي سوف يظل شريفا في هذه البلد.
هل هم بتوع "التغيير وكفاية وإبريل" أشك في ذلك، اتقوا الله في هذا البلد و"ارحمونا شوية لا رحمكم الله" وأفيقوا من غفوتكم قبل فوات الأوان، أم أنكم تريدون مصير مظلم لهذا البلد بأفعالكم تلك ولا أستبعد أن تلك الحركات مدفوعة من جهات عدة لزعزعة أمن واستقرار هذا الوطن وإن لم يكن بعلمهم فإنه من جهلهم بما يفعلون وبمن يحركونهم وهذا لا يمنع وجود أشخاص وطنيين بالفعل في تلك الحركات ولكنهم أخطئوا الطريق ووقعوا في فخ تلك الجهات.
لكِ الله يا مصر، لكِ الله




