كتب/ أحمد عادل حلمي
لا شك أن ثورة 25 يناير قربت المصريين بعضهم من بعض أكثر وهو ما أثار حفيظة جهات عدة سواء كانت داخلية أو خارجية، لأن ذلك يشكل تهديدا خطيرا لمصالح تلك الجهات وما تهدف إليه من زعزعة أمن وإستقرار مصر لفرض السيطرة علي المنطقة بأكملها.
ما حدث خلال الأيام القليلة الماضية بداية من الاشتباكات في قرية صول بحلوان والتي أفضت إلي تعدي مجموعة من الموتورين علي الكنيسة هناك وهدم جزء كبير منها ومرورا بالتظاهرات التي تبعت ذلك وإنتهاءا باشتباكات الأمس والتي أسفرت عن سقوط ضحايا بين قتلي ومصابين، يؤشر أن هناك أياد خبيثة تعبث بأمن وإستقرار مصر.
وقد توقعنا جميعا بعد تولي د. عصام شرف مسئولية تشكيل الحكومة الجديدة وإعلان شباب الثورة أنهم لن يتظاهروا مرة أخري حتي يعطوا الوزارة الجديدة فرصة العمل وإعادة وتيرة الحياة لطبيعتها مرة أخري وخاصة فيما يتعلق بالجانب الأقتصادي الذي أوشك علي الإنهيار والبورصة المصرية التي قاربت علي فقد مصداقيتها عالميا لطول فترة توقف التداول بها، أن تستقر الأوضاع نسبيا ولكن رؤوس الفساد الداخلي بدفع من جهات خارجية كان لهم رأي آخر حتي تسقط مصر التي تمثل لهم حجر عثرة في سبيل تحقيق مخطط السيطرة علي المنطقة لما لها من مكان كبيرة.
ولا أستبعد بالطبع أن يكون الفاسدين الذين اطاحت بهم الثورة هم من يخططون لذلك حتي يترحم الشعب علي أيام النظام السابق كنوع من لي الذراع.
ومع إختلاف الأسباب يبقي الهدف واحد وهو إذلال مصر وتحويلها إلي دولة تتحكم بها العصبيات الطائفية وكي تصبح "لبنانا أو عراقا أو سودانا" آخر، كقوي طائفية تتعارك من أجل مصالحها سواء الدينية أو السياسية حتي يضعف الجسد "مصر".
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن هو "هل سوف نعطيهم الفرصة لكي يحولونا إلي دولة طائفية؟"، لا يمر يوم بها دون اشتباكات بين مسلميها ومسيحييها، هذا بالنسبة للجانب الديني، أما بخصوص الجانب السياسي، فهم يريدون لنا عدم مرور يوم دون حدوث اغتيالات وتصفيات جسدية كما يحدث في لبنان وفلسطين والعراق والسودان.
أرجوكم أن تستفيقوا قبل أن نصحوا يوما ونجد أننا فقد كل ما يربطنا ببعض ونري الخراب والدمار يعم جميع بقاع أرض مصر الغالية، اللهم أحفظ مصر وأهلها من بطش الظالمين في الداخل والخارج وأجعلنا دائما متماسكين، لا نلتفت إلي الراغبين في تدميرنا وسقوطنا.
